الرائدات في صناعة السينما

تُعد أليس غي-بلاشيه واحدة من أوائل المخرجات اللواتي قدمن أفلامًا روائية، وهي غالبًا ما تُنسب إليها صفة أول مخرجة في التاريخ. بدأت مسيرتها في عام 1896 بفيلمها الأول La Fée aux Choux (جنية الملفوف)، واستمرت في إخراج وإنتاج أو الإشراف على أكثر من 1000 فيلم. وفي عام 1910، أسست استوديو Solax في الولايات المتحدة، لتصبح واحدة من أوائل النساء اللواتي امتلكن وأدرن استوديو سينمائي.
لويس ويبر: رائدة في السينما الصامتة

كانت لويس ويبر واحدة من أبرز المخرجات وكاتبات السيناريو والمنتجات في عصر السينما الصامتة. اشتهرت بأفلامها ذات الطابع الاجتماعي التي تناولت موضوعات مثل تنظيم الأسرة والفقر وعقوبة الإعدام. كانت واحدة من أعلى المخرجات أجرًا في عصرها، كما كانت أول امرأة تخرج فيلمًا روائيًا طويلًا وهو The Merchant of Venice (1914).
نظرة إحصائية على تمثيل المرأة في السينما

على الرغم من الإسهامات المبكرة للمخرجات النساء، لا تزال نسبة تمثيلهن في الإخراج السينمائي منخفضة تاريخيًا. وفقًا لدراسة أجراها مركز دراسة المرأة في التلفزيون والسينما، فإن النساء أخرجن 16% فقط من الأفلام الـ100 الأكثر تحقيقًا للإيرادات في عام 2020. ومع ذلك، فإن هذه النسبة شهدت ارتفاعًا مقارنة بـ12% في عام 2019 و4% فقط في 2018، مما يشير إلى تقدم إيجابي نحو تحقيق المساواة.
التمثيل على الشاشة
في عام 2024، ولأول مرة في تاريخ السينما الأمريكية، حققت النساء مساواة مع الرجال في الأدوار الرئيسية في الأفلام. شكّلت البطولات النسائية 42% من الأفلام الـ100 الأعلى دخلًا، وهو ما يعكس جهود الصناعة لتعزيز التوازن على الشاشة.
الاعتراف في جوائز الأوسكار

لطالما عانت المخرجات من التهميش في جوائز الأوسكار. فمنذ انطلاق الجائزة عام 1929، تم ترشيح تسع نساء فقط لجائزة أفضل مخرج. وكانت كاثرين بيغلو أول امرأة تفوز بالجائزة في عام 2009 عن فيلم The Hurt Locker، ثم فازت كلوي تشاو بالجائزة في 2021 عن Nomadland، وجين كامبيون في 2022 عن The Power of the Dog.
مخرجات بارزات في تاريخ السينما

كانت أنييس فاردا مخرجة بلجيكية المولد فرنسية الجنسية، وغالبًا ما تُلقب بـ”أم الموجة الفرنسية الجديدة”. اشتهرت بأسلوبها التجريبي. ومن أبرز أفلامها Cléo from 5 to 7 (1962) وVagabond (1985). في عام 2015، حصلت على السعفة الذهبية الفخرية من مهرجان كان السينمائي، لتكون أول مخرجة تحصل على هذا التكريم.
في المونتاج

مارغريت بوث (Margaret Booth) هي مخرجة ومونتيرة أمريكية شهيرة في صناعة السينما، وُلدت في 8 مايو 1903 وتوفيت في 2002. تعتبر واحدة من أبرز المونتيرات في تاريخ السينما، وحققت شهرة واسعة من خلال عملها في العديد من الأفلام الكبيرة.
كانت مارغريت بوث واحدة من أولى النساء اللواتي حصلن على التقدير في مجال المونتاج، حيث بدأت مسيرتها في صناعة الأفلام في فترة هوليوود الكلاسيكية، وعملت مع العديد من المخرجين والمصممين السينمائيين المرموقين. من بين أفلامها الشهيرة كان لها دور كبير في مونتاج أفلام مثل Citizen Kane (1941) وThe Grapes of Wrath (1940).
اشتهرت بوث بقدرتها الاستثنائية على تنظيم وتسلسل اللقطات بشكل يجسد جوهر الفيلم ويساعد في إيصال رسالته، مما جعلها واحدة من أكثر المحترفين احترامًا في مجالها.
الإنجازات المعاصرة والتحديات المستمرة
في عام 2024، وصلت نسبة تمثيل النساء في الأدوار الرئيسية إلى 42% في الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات، متساوية مع الرجال لأول مرة. يُعزى هذا الإنجاز إلى جهود المنظمات المدافعة عن التنوع والمساواة، وكذلك التزام الاستوديوهات بتقديم قصص أكثر شمولية.
على الرغم من التحسن في تمثيل المرأة على الشاشة، لا تزال تعاني من نقص في المناصب الرئيسية خلف الكاميرا. ففي عام 2024، شكّلت النساء 22% فقط من المخرجين وكُتاب السيناريو والمنتجين والمصورين السينمائيين في الأفلام الـ250 الأعلى دخلًا، مما يدل على ضرورة استمرار الجهود لتعزيز دور المرأة في جميع جوانب الصناعة السينمائية.